يوم الجمعة من الأيام المنهي عن صيامها منفردة، فجاء النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام، وأما إذا صادف يوم الجمعة يوم عرفات فقد أباح العلماء صيامه لوحده، مع أن الأفضل أن يصوم العبد أيام عرفة كلها من أجل الحصول على الثواب العظيم والأجر الكبير.
حكم صيام يوم عرفة يوم الجمعة
إذا صادف يوم عرفة يوم الجمعة، فيجوز صيامه منفردًا بدون صيام يوم قبله، حيث لا حرج في ذلك، فقد أجاز جمهور العلماء صيام يوم الجمعة منفردًا إذا تواجد سبباً لهذا الصوم، وذلك كما إذا وافق يوم الجمعة عادةً للصائم، كالشخص الذي يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم الجمعة يوم عاشوراء أو يوم عرفة، أو إذا صام العبد بعده قبله أو يومًا قبله.
قال ابن قدامة: “قلت: رجل كان يصوم يوم ويفطر يوم، وفوقع فطره يوم الخميس، وصومه يوم الجمعة، وفطره يوم السبت، فصام يوم الجمعة منفردًا، فقال: هذا الآن لم يتعمّد صيام خاص، إنما يُكره أن يتعمّد صوم يوم الجمعة”.
والجدير بالذكر أن النهي عن صيام يوم الجمعة وحده، هو نهي تنزيه لا نهي تحريم، فقد اتفق العلماء على أن إفراد يوم الجمعة بالصيام هو نهي تنزيه وليس نهي تحريم، ومن الأفضل للمسلم صيام أيام التسع من شهر ذي الحجة كلها، لمن استطاع صيامها، لما في صيامها الثواب العظيم والأجر الكبير عند رب العالمين.
حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام
إفراد صيام يوم الجمعة منهي عنه دون صيام يوم بعده أو يوم قبله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إن السنة مضت بكراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام”، فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيَامٍ مِن بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ).
قال ابن عثيمين: “يوم الجمعة لا يُسن صيام يومها، ويُكره إفراد صومه”، ويستثنى من هذا النهي: من صام يوم بعده أو قبله، أو وافق وقوعه في أيام له عادة بصومها كمن يصوم المسلم أيام البيض أو من له عادة بصوم يوم معين كيوم عرفات، فوافق يوم الجمعة.
ويستثنى أيضًا من عليه قضاء من رمضان الكريم، فيجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة قضاء عن يوم رمضان الكريم حتى وإن كان منفردًا، وكذلك أيضاً لو وافق يوم الجمعة يوم عرفة أو يوم عاشوراء فيمكن صيامه، لأن نيته صيام يوم عرفة أو يوم عاشوراء وليس يوم الجمعة.
