عندما يلوح الركود في الأفق يتساءل الأفراد عن أنسب الإجراءات الواجب اتباعها لحماية استثماراتهم والتي تضمن استعداداهم لمواجهة أي ركود أو أزمة مالية محتملة.
ويرى بعض الخبراء أنَّ الركود يلوح في الأفق، بينما يتوقع البعض الآخر أن يكون أداء الربع الثاني من عام 2022 أقوى وأفضل مع زيادة لمعدل الاستهلاك الشخصي رغم ارتفاع الأسعار، وذلك وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها «سي إن بي سي». وبناءً على آراء الخبراء، يمكنك الاستعداد لهذا الركود من خلال تنويع المحفظة الشخصية الاستثمارية، حيث يتوقع 8 من كل 10 من أصحاب الأعمال الصغيرة حدوث ركود هذا العام، وفقاً لمسح أجرته شبكة CNBC.
بعد التعافي من الركود قصير الأجل الذي سببه الوباء، واجه الاقتصاد الأمريكي تهديدات متعددة عام 2022 أثارت مخاوف المستثمرين من حدوث انكماشٍ طويل الأمد. وبلغ التضخم السنوي في مارس أعلى مستوى له منذ 40 عاماً، ما دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة الأساسي بمقدار نصف نقطة مئوية، وهي أكبر زيادة منذ عقدين، إلى جانب أشهرٍ من تقلُّبات سوق الأسهم.
في الوقت نفسه، تراجع الاقتصاد بشكلٍ غير متوقع في الربع الأول من عام 2022، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بوتيرة 1.4%. أشار الخبير المالي إليوت هيرمان، إلى أنَّ الأسواق تمرّ بدورات وأنَّ الركود جزءٌ من الدورة التي ربما نواجهها، ولكن نظراً لاستحالة التنبؤ بتوقيت الركود إو إمكانية حدوثه، فإن هيرمان يحثُّ الأفراد على اتباع إجراءات استباقية.
تنويع المحفظة
وأشار أنتوني واتسون، أحد خبراء CFP ومؤسس ورئيس شركة Thrive Retirement Specialists في ديربورن بولاية ميشيغان، إلى أن التنويع في المحفظة أمرٌ بالغ الأهمية عند الاستعداد للركود الاقتصادي المحتمل، حيث يمكنك درء المخاطر عن الشركة من خلال الاستثمار في صناديق الاستثمار بدلاً من الأسهم الفردية لأن المرء لن يشعر بإفلاس شركة لو انضم إلى صندوق تداول يضم 4000 شركة أخرى.
ويقترح واتسون أن تشمل المحفظة على أسهم النمو، والتي من المتوقع عموماً أن توفِّر عوائد أعلى من المتوسط، بجانب أسهم القيمة التي عادةً ما يجري تداولها بأقل من قيمة الأصل. كما أوضح واتسون أنَّ «أسهم القيمة تميل إلى التفوق على أسهم النمو التي تدخل في الركود».
السندات
وفي حين أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي يكافح التضخم بقوة، ربما تؤدي استراتيجيات البنوك المركزية إلى مسارات نمو أخرى.
وبما أنَّ أسعار الفائدة في السوق وأسعار السندات تتحرك عادةً في اتجاهين متعاكسين، فإنَّ ارتفاع أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي كان سبباً في تراجع قيمة السندات القائمة. وبلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 3.1% يوم الخميس، وهو أعلى عائد منذ عام 2018، علماً أن العائد يرتفع عندما تنخفض أسعار السندات.
ولكن يرى واتسون أنَّ السندات ستبقى جزءاً أساسياً من محفظتك الاستثمارية رغم انخفاض الأسعار، فإذا انخفضت الأسهم بسبب الركود، قد تنخفض أسعار الفائدة أيضاً، ما يسمح لأسعار السندات بالانتعاش، وهذا من شأنه أن يعوض خسائر الأسهم. ولكن أشار واتسون إلى أنَّ هذا الارتباط لا يظهر إلا مع مرور الوقت وليس يوماً بيوم.
الكاش
من جهة أخرى، أصبح الاحتفاظ بالنقد (الكاش) أقل جاذبية وسط تصاعد التضخم وانخفاض عوائد الادخار.
ولكن ما يزال المتقاعدون بحاجة إلى احتياطي نقدي لتجنُّب ما يُدعى بـ تسلسل مخاطر العوائد،وقد يتجنَّب المتقاعدون زيادة مدَّخراتهم خلال فترات الخسائر الفادحة. وبطبيعة الحال، ربما يعتمد المبلغ المحدَّد المطلوب على النفقات الشهرية وغيرها من مصادر الدخل، مثل الضمان الاجتماعي أو المعاش التقاعدي.
ويقول واتسون: «يجب الانتباه إلى أنه وقت بيع الأصول وإجراء عمليات السحب، قد يسبب ضرراً طويل الأجل لمحفظتك.»
ومنذ عام 1945 حتى 2009، استمر متوسط الركود 11 شهراً، وفقاً للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، الموثِّق الرسمي للدورات الاقتصادية. ولكن لا يوجد ضمان أنَّ الركود في المستقبل لن يكون أطول.
وأشارت كاثرين فاليغا، مستشارة الثروة في شركة Green Bee Advisory إلى ضرورة التأكد من وجود مدخرات كافية لفترات الطوارئ، واقترحت ادخاراً على فترات تتراوح بين 12 شهراً إلى 24 شهراً للاستعداد لعمليات تسريح محتملة.
وتضيف كاثرين إن الادخار الكافي يتيح للأفراد المزيد من الوقت لوضع استراتيجية للخطوة المهنية التالية بعد فقدان الوظيفة، بدلاً من قبول أول عرض عمل نتيجة ضغوط تغطية الفواتير المتراكمة، حيث ترى فاليغا أن امتلاك ما يكفي من مدخرات الطوارئ يعطي مزيداً من الخيارات المحتملة.
