وعلى الرغم من قدم اللعبة، إذ انطلقت بحسب مؤرخين من بلاد فارس ثم انتقلت إلى اليابان والهند والصين ومن ثم إلى المصريين القدماء، ومن ثم أغرم بها البريطانيون وساهموا في نشرها، إلا أنها مقارنة برياضات أخرى، تعد أقل شهرة، لجهة التصور الذي ارتبط بها تاريخياً كونها رياضة ملوك وسلاطين، تحتاج إلى الكثير من الإمكانات لممارستها.
في الإمارات التي مثل غيرها من دول آسيا التي تبنت اللعبة، بدت تلك النظرة التنميطية للبولو من الماضي، إذ أنشأت عدداً من الأندية بالدولة، وبدأت في ترسيخ اللعبة، والتقليل من الكلفة العالية لها.
وعلى الصعيد الرسمي، تم ترقية جمعية الإمارات للبولو إلى اتحاد البولو في ديسمبر 2021 برئاسة محمد الحبتور، فعكف الاتحاد على سن القوانين واللوائح المنظمة للأنشطة ومنافسات اللعبة بالدولة وإعداد منظومة رقمية دقيقة لتسجيل اللاعبين، وتسمية اللجان ورؤسائها وتصنيف اللاعبين، وقوانين البطاقات الصفراء والحمراء وآليات تنفيذ العقوبات المختلفة.
ويوجد الكثير من الأندية لممارسة البولو في الإمارات، أبرزها نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو في أبوظبي، ونادي دبي للبولو والفروسية، ومنتجع الحبتون للبولو في دبي، وغيرها من الأندية.
غنتوت.. بولو بمواصفات عالمية
برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الثاقبة جاء إنشاء نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو في منطقة رائعة تتميز بهدوئها بمساحة 300 هكتار من المروج الخضراء، وبمواصفات تصميمية دقيقة لممارسة ألعاب البولو والفروسية بمقاييس عالمية لثمانية ملاعب بولو.
ومنذ إنشائه في عام 1998 تبوأ نادي غنتوت برعاية ومتابعة واهتمام ورئاسة سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان موقعه المميز موطناً سابقاً وجاذباً لرياضة البولو في الدولة ومنطقة الخليج، واشتمل على تجهيزات ممتازة على 300 إسطبل لمهور البولو بتكييف مركزي و60 إسطبلاً مكيفاً مركزياً لخيول السباق والاستيلاد، و50 إسطبلاً للزوار، و240 إسطبلاً مؤقتاً للضيوف، بالإضافة إلى 26 حقلاً مختلفة المساحات وساحات للتدريب.
ويتكون مجلس إدارة نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو برئاسة سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان من لاعبين سابقين للعبة البولو، جميعهم أبطال سابقون للعبة وهو النادي الوحيد في الدولة الذي قوامه من لاعبين سابقين.
21 نسخة بطولة الإمارات الدولية للبولو
دشن نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو نشاطه رسمياً في عام 1998 وكان الأول في الدولة والمنطقة، وظل ينظم بطولة الإمارات الدولية للبولو سنوياً حتى وصلت لنسختها الـ21 برعاية سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو وإشراف مجلس أبوظبي الرياضي، وتزامنت النسخة الأخيرة التي نظمها النادي في ديسمبر 2021 مع أعياد دولة الإمارات بعام الخمسين، فمثلت حدثاً استثنائياً وُزعت فيها جوائز مادية وتذكارية كبيرة بتوجيهات راعي البطولة رئيس النادي.
من أهم الفرق التي حققت لقب البطولة الأولى في منطقة الخليج، فريق الإمارات بقيادة سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وفريق غنتوت، وفريق أبوظبي، وفريق زيدان السعودي.
احتياجات البولو
رياضة البولو تحتاج لملاعب وحقول خاصة، وتبلغ مساحة ملعبها 275 × 180 متراً مربعاً.
وتحتاج البولو لأدوات خاصة بها: خوذة مع الدرع الواقية للوجه، الحذاء الطويل بني اللون، كرة خشبية، قفازات اليد، عصا خيزران طويلة، واقي الركبة، جواد من خيل «البوني» الأرجنتيني بسبب قصر أطرافها وصغر حجمها.
كيف تُلعب البولو؟
تُقسم مباريات البولو على 5-6 أشواط بزمن 7.5 دقيقة لكل جولة، وفي المسابقات الصغيرة تُلعب من 4 أشواط حيث يتم تغيير الجواد بعد كل شوط.
يتنافس فريقان كل فريق من 4 لاعبين، بوجود مهاجمين في المقدمة ومدافعين لحماية ظهر الفريق ومرماه، والهدف الرئيس هو تسجيل الأهداف بدفع الكرة إلى مرمى المنافس.
البولو في دبي
افتتح نادي دبي للبولو والفروسية في عام 2006 بواسطة شركة إعمار العقارية كإحدى الوجهات الرائعة لممارسة الفروسية والبولو في مساحة 250000 متر مربع، ويحتوي على إسطبلات بمعايير عالمية ومروج خضراء جذابة للبولو ورياضة قفز على الحواجز.
يقدم نادي دبي للبولو والفروسية مجموعة من الخدمات ويستضيف فعاليات ثقافية واجتماعية ورياضية عديدة كبطولة تحدي كارتييه دبي الدولية للبولو، كأس الإمارات العربية المتحدة وبطولة سنسيت الدولية للبولو، ومسابقات ركوب الخيل وقفز الحواجز.
أسعار دورات البولو
لا تبدو أسعار ممارسة البولو زهيدة، لكن مقارنة مع احتياجاتها وطريقة ممارستها، يمكن القول إن أندية الإمارات وأيضاً الرغبة في ترسيخ اللعبة، نجحت في خلق فرص بأسعار تنافسية لممارسة الرياضة.
وعلى سبيل المثال، يبلغ سعر درس تدريبي في نادي دبي للبولو والفروسية 695 درهماً مع خيل يتبع للنادي، و495 درهماً مع خيل شخصي للراغب في ممارسة اللعبة.
وتتفاوت الأسعار في عديد الأندية نسبة لللتجهيزات ونوعية الخيول والمدربين، لكن رغم ذلك، تبدو الإثارة التي توفرها اللعبة، كفيلة بتجربتها، والاستمتاع بأجوائها الرائعة والمختلفة كلياً.